الجمعة، 13 أبريل 2012

الإشارة 3 : الكِبْر




الإشارة 3 : الكِبْر

أتعجب حين أرى تعجب الإنسان من التناقض في الحياة و في الناس من حوله ، فالخير و الشر هما قطبي الحياة ، و كلاهما مفطوران فينا ، و الأثنين في صراع دائم من حولنا و بداخلنا لن ينتهي إلا بالفناء ، و أغلب الخلق مؤمنين بأننا سوف نحاسب في النهاية على اختيارنا بينهما ، و بأننا سوف نسأل في أي جانب كنا من هذا الصراع



لكن المشكلة ... هي أن كل من عليها يرى أنه في جانب الخير ... فاليهود هم شعب الله المختار ... و المسيحيون هم أبناء الرب ... و المسلمون خير أمة أخرجت للناس ... و غيرهم كذلك ... بل أن كل فرقة أو طائفة داخل كل دين ترى أنها وحدها الفرقة الناجية ... حتى الملحدون و أصحاب الفلسفات يرون أنهم وحدهم في جانب الخير ...



فإن مشكلة الخير الكبرى ليست في صراعه مع الشر ... بل في صراع الناس عليه ... ربما فقط لإرضاء الكبر في داخلهم ...



و الكبر ... هو ذلك الذي يجعلني أنا و أنت نرى الشر في كل من حولنا دون أن نراه في أنفسنا ... فهو أصل الشرور جميعاً ... هو الخطيئة الأولى التي لم تغتفر ، و التي جعلت من إبليس شيطاناً ، كما أخبرنا القرآن ...



هو السر وراء كل هذا التعصب الذي نعانيه ... و هو الذي يجعل الإنسان يرتكب أفدح الجرائم بضمير مستريح ، معتقداً أنه على صواب ... و هو غالباً ما يجعلك الآن غير متقبل لهذا الكلام ...



فالكبر فينا يعمينا عن رؤية الحقيقة ، و أننا إن لم ننتبه له ، و نرى الشر في أنفسنا ، فإننا من الهالكين لا محالة ... أياً كانت ديانتي أنا أو أنت ... و أياً كان ما نفعله




  { قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ }
{ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ }


ليست هناك تعليقات: