الإشارة 2 : العبادة
ورد في القرآن الكريم : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " ...
و لو فكرت ... لوجدت أنه بالفعل ما من إنسان يعيش على وجه هذه الأرض من دون عبادة ، و لكن كلٌ يعبد إلهه الخاص ، حتى الملحد - الكافر بكل عباده - سوف تجده دون أن يعي يعبد العقل ، أو المنطق ، أو العلم ، أو أياً كان ما يسميه ، بل إنك سوف تجده أحياناً أكثر تعصباً لعبادته تلك – رغم أنه لا يسميها عبادة – من أصحاب الأديان المتطرفين ...
سوف تجد من يعبد السلطة ، و من يعبد الشهرة ، و من يعبد الشهوة ، و من يعبد المجد ، و الكثير الكثير من الآلهه . حتى من يدعي الألوهية ، سوف تجده مجنوناً يعبد نفسه .
فالإنسان قد خُلق في الأصل لكي يعبد ، شاء هذا أم أبى ، علم هذا أم لم يعلم ، و عبوديته تلك هي جوهره ، و باطنه ، و محركه الأول .
أحياناً ما تجده يعبد أكثر من إله ، و أحياناً ما ينتقل بعبادته من إله إلى آخر ، و كثيراً ما يتصور أنه يعبد الله ، بينما هو يعبد غيره ، أو يعبد آلهه أخرى معه ، فغالباُ ما يكون الإنسان عبداً بلا وعي ، و لكن رغم هذا فعبوديته تلك تنعكس في النهاية على أفكاره و أقواله و أفعاله و قراراته و حياته و مصيره .
فأسئل نفسك : ما هو أهم ما في حياتك ؟ ... و أنظر من هو حقاً إلهك ... فكر جيداً ، و لا تراوغ نفسك ، و انتبه ... فربما يكون أحقر من أن يعبد .
وقف "ابن عربي" ذات يوم يخطب في جمع من الناس ، فإذ به يهتف فيهم قائلاً :
" إن معبودكم تحت قدمي !! "
فهاجوا و ماجوا و اصطخبوا ، و فتكوا به في نهاية الأمر ، و بعد حين ... نبشوا فوجدوا تحت موضع قدمه كنزاً من الذهب !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق