هو العارف بالله مولانا الإمام أحمد بن عيسى بن موسى بن إبراهيم بن عبد الرب الإله التوحيدي ... وريث الأنبياء ، و سليل الأولياء ، و درة الصالحين .
لم
أقف على أحد يعلم على وجه التحديد عام ولادته ، و لا على أحد يعلم مكانها ، فقد
قيل أنه شوهد في كل البلاد ، و ظهر في جميع الأزمنه ، قيل أنه من خراسان في بلاد
فارس ، و قيل من بخارى ، أكد البعض أنه من بلاد الهند ، بينما قال آخرون أنه من
بلاد الروم ، قيل من بلاد ما وراء البحر ، و أن البحر قد قذفه ذات ليلة مقمرة إلى
الساحل الغربي ، و قيل كذلك أنه من الأعراب المرتحلين ... قيل من بغداد ، و قيل من القدس ، قيل من مكة ، و قيل من مصر .
قيل
عنه أنه من أهل الخطوة المعمرين ، و قيل أخو الخضر صاحب موسى عليه السلام ، و قيل
أنه هو نفسه الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى ، فقال يا قوم اتبعوا المرسلين ، و
قيل حارب مع جيش ذي القرنين ، و قيل من أصحاب الكهف ... تنسب له من الحكايات الغرائب ، و من
الكرامات عجب العجاب ، قيل متكلم بكل ألسنة البشر ، عليم بمنطق الوحوش و الطير ، يخاطب
النملة في جحرها ، و يقرئ حيتان البحر السلام ، فترد عليه السلام ، يحادث الأشجار
و الأحجار و الأنهار ، و يكلم الجبال و الرياح و النار .
له
هيئة الحكماء ... و عقل الأذكياء ... و روح الأولياء ... و رؤى الأنبياء ... لا
يناديني منذ تجليه الأول لي إلا ب"يا ابن الإنسان" ، و هو اللقب الأحب إلى قلبي – و كيف لا و هو لقب الحبيب عيسى المسيح
عليه السلام - ... يختفي دوماً مثلما يظهر فجأة ... يغيب طويلاً حتى أشتاق
إليه ، و يمكث طويلاً حتى يثقل كاهلي ... و يراسلني أحياناً من بلدان متفرقة ...
دائماً ما يردد قول خاتم الأنبياء عليه السلام : "خاطبوا الناس على قدر
عقولهم" ، و لهذا أحببته ... فمنذ تجليه و أنا لم أعد أعرف لي معلماً غيره ،
و لا إماماً غيره ، و لا رفيقاً غيره ... فهو الواحد ... من عند واحد أحد لا شريك
له .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق