السبت، 7 يوليو 2012

الرسالة الأولى في العدل




 الرسالة الأولى 

في العدل




 قال العارف بالله مولانا الإمام "أحمد بن عبد الرب الإله التوحيدي" :


  التحيات لله ... و الصلوات و الطيبات ... و السلام على محمد النبي الأمي ، و على آله و صحبه ، و على من أرسلوا قبله ، و على من اتبعوه و اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين ... 

  أما بعد ،،،

  فلتعلم يا ابن الإنسان أن الحقيقة دائماً أبداً أبعد مما وصلت ، و أغرب مما تخيلت ، و أعمق مما نظرت ... و أعلم كذلك أن العيوب تعالج بأضدادها ، و أن الخير ليس مقابلاً للشر ، بل أن الخير في الوسط بين المتضادين : الإفراط و التفريط ... و في كلاهما الشر .

  فالجبن يعالج بالجرأة و التي هي من صنف التهور ، بينما يعالج التهور بالتروي الذي هو من صنف الجبن ، في حين أن فضيلتهم جميعاً هي الشجاعة .



 
  و كذلك تعالج الوقاحة بالمجاملة و التي هي من جنس الكذب ، بينما يعالج الكذب بالصراحة التي هي من نفس جنس الوقاحة ، في حين أن الفضيلة المبتغاة هي الصدق .

  و أعلم أن العدل أساس الملك ، و أنه الفضيلة الأولى ، التي لا تتوسط طرفين ، فهي الوسط ذاته ، و لا فضيلة بغيرها ... فأعدل قبل قل شيء ، و لا تكن من الذين نقضوا الميزان فظلموا أنفسهم ، فهلكوا و ما كانوا مهتدين .

  و هكذا يا ابن الإنسان فلتحمل ميزانك ، و لتنظر عيوبك ، و لتحاول العلاج ... و لتستعن بالله فهو المستعان بقدرته على كل مستعصيٍ ، و بنوره في كل ظلمة ، و برحمته من كل هلاك .



هذا  و سلام على المرسلين
و الحمد لله رب العالمين

الراجي عفو ربه و لطفه 
أحمد بن عبد الرب الإله 

 

ليست هناك تعليقات: