الرسالة الأولى
في العدل
قال العارف بالله مولانا الإمام "أحمد بن عبد الرب الإله التوحيدي" :
التحيات لله
... و الصلوات و الطيبات ... و السلام على محمد النبي الأمي ، و على آله و صحبه ،
و على من أرسلوا قبله ، و على من اتبعوه و اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين ...
أما
بعد ،،،
فلتعلم يا ابن الإنسان أن الحقيقة
دائماً أبداً أبعد مما وصلت ، و أغرب مما تخيلت ، و أعمق مما نظرت ... و أعلم كذلك
أن العيوب تعالج بأضدادها ، و أن الخير ليس مقابلاً للشر ، بل أن الخير في الوسط
بين المتضادين : الإفراط و التفريط ... و في كلاهما الشر .
فالجبن يعالج بالجرأة و التي هي من صنف التهور ،
بينما يعالج التهور بالتروي الذي هو من صنف الجبن ، في حين أن فضيلتهم جميعاً هي
الشجاعة .
و كذلك تعالج الوقاحة
بالمجاملة و التي هي من جنس الكذب ، بينما يعالج الكذب بالصراحة التي هي من نفس
جنس الوقاحة ، في حين أن الفضيلة المبتغاة هي الصدق .
و أعلم أن العدل أساس الملك ، و أنه الفضيلة
الأولى ، التي لا تتوسط طرفين ، فهي الوسط ذاته ، و لا فضيلة بغيرها ... فأعدل قبل قل شيء ، و لا تكن
من الذين نقضوا الميزان فظلموا أنفسهم ، فهلكوا و ما كانوا مهتدين .
هذا و سلام على المرسلين
و الحمد لله رب العالمين
الراجي عفو ربه و لطفه
أحمد بن عبد الرب الإله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق