السبت، 28 أبريل 2012
حَوارية
حَوارية
كفت السماء ، فجفت الأرض ... و
ضاقت الحياة ، فاشتد الضيق ... آلمني الهم ... فأخذت أردد في سري : الرب راعٍ فلا يعوزني شيء ، الرب راعٍ
فلا يعوزني شيء ... حتى وجدت
نفسي أمام دار عيسى المسيح !!!
و حين هم بالرحيل التفت إلي فسألته :
كان على
الباب يقبل أمه العذراء مودعاً إياها ... و كانت توصيه بما لم أسمعه
كان يبدو
أن الأمر جلل ..
و حين هم بالرحيل التفت إلي فسألته :
- إلى أين يا رسول الله ؟
فأجاب مقطباً - على غير عادة - :
- إن روح العالم تستغيث
ثم أشار أن أتبعه ، فتبعته ...
صدرت مني التفاتة ... فرأيت العذراء عند الباب تبتسم ملوحة ... و سمعت صوتاً من بعيد يصرخ في البرية :
صدرت مني التفاتة ... فرأيت العذراء عند الباب تبتسم ملوحة ... و سمعت صوتاً من بعيد يصرخ في البرية :
- أعدوا طريق الرب !
فغمرني السلام . .
و وجدتني أغني -
بينما أسير ورائه - :
- مبارك أنت يا ابن الإنسان
سلام على الأرض
سلام من الرب
سلام إلى الروح
و سلام في المهد صبيا
سلام عليك يوم ولدت و يوم تموت و يوم تبعث حيا
الجمعة، 20 أبريل 2012
دنيا ...
دنيا
...
حيرتني الدنيا ...
حال الأمم فيها انهيارمن بعد تطاول ، و تطاول من بعد انهيار ... و حال البشر تقلب ، من نقيض إلى نقيض ... أمرها عجب من فوق عجب ، و منطق من دون منطق ، و تكالب على التكالب ... فسألته :
- ما الدنيا ؟
فأجاب من فوره :
- جناح بعوضة
فلما وجدني و قد أطرقت مفكراً ، صمت برهة ثم قال :
- و ما قدروا الله حق قدره
رحمة ...
رحمة
...
سألني بعضهم مشككين :
- كيف لك بالوصل مع كل ما نراه من عيوبك ؟!
فقلت لهم :
- و هل خلا أحد من قبلي من عيوب ؟؟
إلا أنني حين خلوت لنفسي ... فكرت في أنهم ربما يكونون على حق ... فربما أكون كاذباً ، و ربما أكون مخبولاً ، و ربما أكون ممسوساً ، و ربما أكو....
- إن ربك الغفور ذو الرحمة ... و لكن أكثر الناس لا يعلمون
قالها ناهراً إياي ، ثم مضى
الجمعة، 13 أبريل 2012
الطريق ...
الطريق
...
بعد طول تسبيح ، و صلاة ، و مجاهدة ... تلاه طول فساد ، و ضلال ، و تيه ... و في ليلة من ليالي السهاد ... تملكتني الحيرة ، و ضاجعني اليأس و السأم ... فإذ به أمامي فجأة دون مقدمات ... كنت أراه لأول مرة ... لم أندهش ، و لم أخف ، و لم أفرح ... فقط بادرته بالسؤال الذي طالما قض مضجعي :
- يا سيدي ... كثرت الطرق ... و كلٌ يدّعون أن طريقهم وحده هو المفضي إلى الجنة ... فأي من طرق هؤلاء يؤدي إليها ؟؟؟
فقال : طريق الله
قلت : و ما طريق الله ؟
فقال : طريقك !!!
فن ...
فن
...
في أيام طفولتي العذبة المعذبة ... غنت " شادية " ذات مرة في إحدى الحفلات أغنية صوفية بديعة تقول :
" خُد بإيدي " ...
فغضب المتقون من الكبار حينها ، و تسائلوا مستنكرين :
- مالهذه الفاسقة و هذا الكلام ؟!
و سَخِر الساخرون :
-" خدِك ربنا "
-" خدِك ربنا "
إلا أنه بعد وقت قصير ... وجدته وقد أفحمهم جميعاً و " خد بإيدها " !
علمت من وقتها أن الله يقدر الفن
الإشارة 3 : الكِبْر
الإشارة 3 : الكِبْر
أتعجب حين أرى تعجب الإنسان من التناقض في الحياة و في الناس من حوله ، فالخير و الشر هما قطبي الحياة ، و كلاهما مفطوران فينا ، و الأثنين في صراع دائم من حولنا و بداخلنا لن ينتهي إلا بالفناء ، و أغلب الخلق مؤمنين بأننا سوف نحاسب في النهاية على اختيارنا بينهما ، و بأننا سوف نسأل في أي جانب كنا من هذا الصراع
لكن المشكلة ... هي أن كل من عليها يرى أنه في جانب الخير ... فاليهود هم شعب الله المختار ... و المسيحيون هم أبناء الرب ... و المسلمون خير أمة أخرجت للناس ... و غيرهم كذلك ... بل أن كل فرقة أو طائفة داخل كل دين ترى أنها وحدها الفرقة الناجية ... حتى الملحدون و أصحاب الفلسفات يرون أنهم وحدهم في جانب الخير ...
فإن مشكلة الخير الكبرى ليست في صراعه مع الشر ... بل في صراع الناس عليه ... ربما فقط لإرضاء الكبر في داخلهم ...
و الكبر ... هو ذلك الذي يجعلني أنا و أنت نرى الشر في كل من حولنا دون أن نراه في أنفسنا ... فهو أصل الشرور جميعاً ... هو الخطيئة الأولى التي لم تغتفر ، و التي جعلت من إبليس شيطاناً ، كما أخبرنا القرآن ...
هو السر وراء كل هذا التعصب الذي نعانيه ... و هو الذي يجعل الإنسان يرتكب أفدح الجرائم بضمير مستريح ، معتقداً أنه على صواب ... و هو غالباً ما يجعلك الآن غير متقبل لهذا الكلام ...
فالكبر فينا يعمينا عن رؤية الحقيقة ، و أننا إن لم ننتبه له ، و نرى الشر في أنفسنا ، فإننا من الهالكين لا محالة ... أياً كانت ديانتي أنا أو أنت ... و أياً كان ما نفعله
{ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ }
{ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ }
الجمعة، 6 أبريل 2012
الإشارة 2 : العبادة
الإشارة 2 : العبادة
ورد في القرآن الكريم : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " ...
و لو فكرت ... لوجدت أنه بالفعل ما من إنسان يعيش على وجه هذه الأرض من دون عبادة ، و لكن كلٌ يعبد إلهه الخاص ، حتى الملحد - الكافر بكل عباده - سوف تجده دون أن يعي يعبد العقل ، أو المنطق ، أو العلم ، أو أياً كان ما يسميه ، بل إنك سوف تجده أحياناً أكثر تعصباً لعبادته تلك – رغم أنه لا يسميها عبادة – من أصحاب الأديان المتطرفين ...
سوف تجد من يعبد السلطة ، و من يعبد الشهرة ، و من يعبد الشهوة ، و من يعبد المجد ، و الكثير الكثير من الآلهه . حتى من يدعي الألوهية ، سوف تجده مجنوناً يعبد نفسه .
فالإنسان قد خُلق في الأصل لكي يعبد ، شاء هذا أم أبى ، علم هذا أم لم يعلم ، و عبوديته تلك هي جوهره ، و باطنه ، و محركه الأول .
أحياناً ما تجده يعبد أكثر من إله ، و أحياناً ما ينتقل بعبادته من إله إلى آخر ، و كثيراً ما يتصور أنه يعبد الله ، بينما هو يعبد غيره ، أو يعبد آلهه أخرى معه ، فغالباُ ما يكون الإنسان عبداً بلا وعي ، و لكن رغم هذا فعبوديته تلك تنعكس في النهاية على أفكاره و أقواله و أفعاله و قراراته و حياته و مصيره .
فأسئل نفسك : ما هو أهم ما في حياتك ؟ ... و أنظر من هو حقاً إلهك ... فكر جيداً ، و لا تراوغ نفسك ، و انتبه ... فربما يكون أحقر من أن يعبد .
وقف "ابن عربي" ذات يوم يخطب في جمع من الناس ، فإذ به يهتف فيهم قائلاً :
" إن معبودكم تحت قدمي !! "
فهاجوا و ماجوا و اصطخبوا ، و فتكوا به في نهاية الأمر ، و بعد حين ... نبشوا فوجدوا تحت موضع قدمه كنزاً من الذهب !
الخميس، 5 أبريل 2012
الإشارة 1 : الإيمان
الإشارة 1 : الإيمان
الإيمان ... ذلك الشئ الغامض الذي تحدثنا عنه الأديان كافة دون شرح أو تفسير ، فتخبرنا أنه يتقدم على كل شيء ، و يسبق كل أمر ، فلا يصح دين بدونه ، و لا تقبل صلاة أو عبادة ، و يفقد كل قول أو عمل معناه .
هو محض شعور ، يفوق العقل ، غير قابل للتصور ، أو القياس ، أو الاستدلال .
هو تجربه إنسانية خاصة ، لا يمكن نسخها ، و لا يمكن نقلها من إنسان لآخر ، و لا يمكن تعليمها أو تعلمها .
هو دليل الإنسان الوحيد على وجود الله ، فعملاُ لا يمكن إثبات وجود الله بأي شكل من الأشكال ، و لا يوجد دليل مادي ملموس على صحة ما جاء في أي دين ، و كل محاولات التدليل العقلي المادي على وجود الله ، ما هي إلا محاولات عبثية قام بها بعض علماء الدين - ممن وقعوا في فخ الفلاسفة - ، بينما غفلوا أن الشيء الوحيد في هذا العالم القادر على جعل الإنسان متأكداً من وجود الله ، هو ذلك الشعور الداخلي بوجوده .
ذلك الشعور الذي تسميه الأديان : الإيمان .
ذلك الشعور الذي لو لم ينتاب الإنسان ، فليس هناك ثمة ما يمكن أن يقنعه بوجود رب له ، إلا إذا كان يردد فقط ما قاله له قومه دون تفكير .
أما كيف يأتي هذا الشعور ؟ أو كيف يوجد ؟ ... فالله أعلم
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)